كتب : هشام صلاح
ظهْرُ الحمار و”البؤجة” هما الرفيق؛ حيث التنقل من قرية إلى أخري بحثا عن لقمة عيشهم، التي يجدونها بالتسول، أو بالعمل بمهن بسيطة في حقول القرى في العديد من محافظات مصر.
يعمل الزلم, وهم غجر مدينة منوف بالمنوفية في الأساس في المزارع وعلاج البهائم واصطياد الثعابين، وتسول الغلال في مواسم الحصاد.

يستقبل المزارعين مواسم الحصاد في ريف محافظة المنوفية، حيث يدعى له فقراء “الزلم” من الغجر القاطنين على أطراف المدن والقرى بالمحافظة، ويصدح فيه بأغان شعبية مصرية بلهجة غجرية.
ومازالت بعض العائلات في قرية العراقية التابعة لمركز الشهداء تتمسك بعادة الاعتماد على بعض فقراء الغجر والذى يطلق عليهم فلاحي القرية اسم”الزلم” للعمل والاحتفال بالموسم.
في موسم حصاد الذرة والقمح يجتمع رجال, ونساء “الزلم” كما يطلق عليهم الأهالي وهم طائفة من غجر مصر ونساؤهم, يبدأ الرجال في الحصاد من الصباح الباكر إلى غياب الشمس، يقفن النساء والفتيات في انتظار دورهن لحمل نصيبهن من حزم الذرة و القمح وسط الأغاني والزغاريد الغجرية.

في مشهد يجسد روح التكافل في ريف مصر يختلط عرق الفلاحين بالزلم على أغواد الذرة وسنابل القمح في موسم الحصاد .
مديحة عبد التواب غجرية بسيطة تسكن بتجمعات غجرية على أطراف مدينة منوف، ابتسامتها تتحدى عرق جبينه الظاهرة على نقابها في حقول القمح، أم أحمد لديها أربعة بنات وتجهزهم للزواج من حصاد الغلال في أراضى قرى المنوفية.
وأضافت: نقوم بالاحتفاظ بحصتنا من القمح “الغلة”، لتوفير الدقيق للخبز، ونبيع جزء أخر للمساعدة في المعيشة.
من العادات المميزة والجميلة التي تقوم على تقديم حصة بسيطة من موسم الحصاد للزلم، فهي عادة تتم ممارستها في مقابل المساعدة في الحصاد.

التقينا رمضان سعيد, أحد الزلم، الذي أكد: نعمل على مساعدة إخواننا في القرية في حصاد الذرة والقمح ونحصل على حصتنا في الغلال بدلاً من الفلوس، مضيفًا نتنقل من قرية إلى أخرى، ولدينا علاقات طيبة بالفلاحين, لافتا إلى أن موسم الحصاد هو موسم الخير على الجميع وليس صاحب الأرض.
تعد الحصة التى تقدم للزلم عند بعض فلاحي القرية نوعاً من أنواع الزكاة، هذا ما أشار إليه الحاج متولى خلاف, أحد مزارعي القرية موضحًا أن عدد قليل فقط من الزلم يقوموا بالعمل مع الفلاحين, ولكن الكثير من نساءهم ورجالهم يطوفوا على الفلاحين في القرية والقرى المجاورة, ويقوم الفلاحين بتوزيع حصص الغلال عليهم كنوع من أنواع الزكاة, شاكيا من انخفاض أسعار توريد الذرة الشامية بما يهدد الفلاحين بخسائر لعدم تغطية تكلفة إنتاج المحصول.

” ننتظر موسم الحصاد بفارغ الصبر”, هكذا قالت نعيمة فتوح, مضيفة إن موسم الحصاد يعتبر عند الزلم موسم الرزق الوفير, فعلى الرغم من العمل الشاق وحرارة الشمس فإن المقابل يكون قوت لنا ولأبنائنا الصغار.